منتديات ابو ملاك الدليمي
اهلا وسهلا بالجميع في منتديات ابو ملاك الدليمي
امتع الاوقات نتمناها لكم معنا
منتديات ابو ملاك الدليمي
اهلا وسهلا بالجميع في منتديات ابو ملاك الدليمي
امتع الاوقات نتمناها لكم معنا
منتديات ابو ملاك الدليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ابو ملاك الدليمي


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

قريبا قريبا مسلسل وادي الذئاب على منتديات ابو ملاك الدليمي  


 

 سخرية القدر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 01/01/1970

سخرية القدر Empty
مُساهمةموضوع: سخرية القدر   سخرية القدر I_icon_minitime2009-03-01, 07:31

سخرية القدر

--------------------------------------------------------------------------------


كانت المرة الأولى التي يذهب لزيارتها في المستشفى , حمل معه باقه كبيره من الزهور البيضاء ...

تمنى لو يحمل الدنيا بما فيها من اجل عينيها .. فهي تستحق .

تردد كثيراً عند باب حجرتها ... يدفعه شوقه إليها ... ولكن خوفه من المجهول كان أكبر عائقاً له ...

حاول أن يوهم نفسه بالتماسك من اجلها و دخل ..


كانت نائمة في سريرها الأبيض بهدوء واطمئنان , تأملها بصمت ..

رغم شحوبها , ورغم علامات الإجهاد البادئة عليها , إلا انه رأها بعينيه أجمل نساء الدنيا ...

تأمل وجهها الطفولي , تذكر ابتسامتها العذبة التي شدته إليه , عينيها التي كانت تحمل بريقاً يصعب نسيانه ....

تعجب من قدرتها على امتلاك قلبه , وعقله , وتفكيره ..

ذلك القلب الذي كان مزيجاً من قسوه الليل ووحشته , وذلك العقل الذي كان مغلقاً إلا من العمل وهمومه ...

تعجب من قدرتها على تغير شخصيته بالكامل , وتحويله من شخص عنيد , شديد , عبوس , إلى شخص مرن لا تفارق البسمة محياه ..

ايقن إنها من اسرته بصوتها الهامس , وحنانها الدائم...

ايقن أن سعادته كانت في ابتسامة من شفتيها .. وشقاؤه كان في نظره عتب من عينيها ....

يالقسوة هذا المرض !!!

لم اختارها دون سواها !!؟

امسك يدها برفق .... إنها بارده كالثلج , اااه كم كانت تفيض بالدفء والحنان ...

قالها وكأنما تحركت كل مشاعره مع آخر كلمة ..

حنان ... رددها مراراً .. ياااه حتى اسمها .... ينطق بالحنان


_ أتعلمين .. لقد ظلموك حين سموك حنان

_ ظلموني !! لماذا !!

_ نعم ظلموك , كيف يسمونك حنان !!

الا يعلمون انك مزيج من الرقة والعذوبة والحنان , انتِ مزيج مختلف من المشاعر الرومانسية , مزيج من العشق المجنون ..

كان عليهم أن يسمونكِ .. ملكة المشاعر .. أو يسمونك .. كتلة حنان على أقل تقدير

ضحكت بدلال واضح .. وهي تقول :

_ أنت من تفتحت له أوراق مشاعري .. بعد أن ارتوت من نهر حبك الدائم ..

_ مجنونة انتي !!

_ تعلمت منك جنوني وفنون عشقي

_ من أين تأتين بهذا الكلام !!

أحاول أن أقول جملة واحده .. فتنهمرين سيلاً ... من الجُمل

_ اتعلم لماذا !! لاني انظر إلى عينيك .. وأقول ما أراه فيهما ..


انتزع نفسه بقوه من عالم ذكرياته .. عندما أحس بحركة يديها بين يديه , فتحت عينيها...

حاولت تصّـنع ابتسامه باهته .. لكنها كانت تحمل معاناة وألم مكتوم

حاولت ان تقول شيئاً يطمئنه عنها ....

همست بحروف مبعثره واغمضت عينيها من جديد ....

_ لاتقولي شئ يا أميرتي ... فقط ارتاحي , هذا هو المهم الآن

لكن حنان واصلت محاولاتها للتحدث معه , بذلت مجهود كبير .. حاولت ... وحاولت ...

نطقت اسمه بصوت خافت .. ثم اغمضت عينيها وعادت من جديد لعالمها ....

هز يديها, ناداها .. فلم ترد

صرخ باسمها ... حنان ... حنان

فلم ترد عليه ألا بنظره وهن وضعف من عينيها , وآهات من بين الضلوع .. تحمل كل معاني الألم


تحّول من هدوءه إلى رجل آخر مجنون يدفعه خوفه عليها ورغبته الصادق لاسترجاعها

انطلق بين الممرات .. يبحث عن طبيبها تشابهت عليه الوجوه , وتساوى في عينيه مشرق الأرض ومغربها


أخيرا وجد طبيبها ....

لكن دمعه حاضره في عينه كانت ابلغ من أي كلمه ينطق بها !!

دمعه تعلن انهزامه أمام قسوة المرض الذي سرق سعادته, وحول حياته إلى سلسله من الأحزان

طمأنه الطبيب بكلمات مختصره كالعاده , وحاول أن يبث الأمل في نفسه بشفائها قريباً ....


شكره ومضى , ولكن إلى أين ؟؟

إلى مزيدا من الأيام المظلمة .... والليالي الموحشة ؟؟

انطلق بسيارته يجوب الشوارع ... تباً لهذا الإحساس البغيض ...

إحساس بالضياع , حاول التفكير ... التركيز ...

تزاحمت الأفكار في عقله , أسئلة كثيرة ترددت داخله ...

وعلامات استفهام بدت أمام عينيه ؟؟؟

ما مصير زوجته ؟؟؟ وكيف سيعيش بدونها ؟؟؟

هل سيزول عنها المرض وتعود كما كانت سيل متدفق من المرح ؟؟؟

ام سيخطفها الموت ويخطف معه كل احلامه وآماله ؟؟؟

هل ما يعيشه الآن حقيقة ؟؟؟

أم وهم وخيال وحلم من الأحلام سرعان ما يزول ويستيقظ من نومه على صوتها ؟؟؟

هل .. وهل .. وهل .. وهل .. سلسلة من التساؤلات تطبق على أنفاسه فلا تجعلنه يعي ما يدور حوله !!

بل لا تجعله يسمع الضوضاء والضجيج من حوله !!

وبسرعه توالت الأحداث أمامه .. إشارة صفراء .. تتحول بعد ثواني إلى حمراء ..

هو شارد .. لا يحس بالطريق الذي أمامه .. يتخطاها مسرعا ..

صوت أبواق السيارات ينطلق بقوه .. ليملا المكان .. منذراً بخطراً قريب ..

موسيقى صاخبة .. تنبعث من سيارة مراهق يقودها بسرعة جنونية ..

حنان .. هل أستطيع السفر بها إلي الخارج ؟؟

تباً لهذه الخلايا السرطانية اللعينة , الم تجد من تسرق سـعادته غيري !!

لن ادعها تسرق كل مابنيته مع حنـ ..

ينطلق رنين هاتفه فجأة كأنما يريد أن يوقظه من شروده ونظرة هلع .. ورعب تطل من عينيه ..

أخيرا ادرك مصيره .. ولكن متأخراً .. متأخرا جدا !!

بسرعه ينقل رجله من دواسة البنزين .. إلى الكابح .. وبكل قوته يدفعه للأمام .. في محاولة يائسة لإنقاذ الموقف

ولكنه تأخر كثيرا .. !!

صرخة مدوية .. صرخة مجلجلة .. صرخة يأس .. ورجاء .. انطلقت منه .. يعقبها اصطدام قوي بينه وبين سيارة ذالك المراهق ..

ويختلط غبار العجلات .. برائحة الدم .. وشبح الموت يخيم على المكان .. في هدوء مقيت .. مقيت .. مقيت


دقائق صمت .. ترتفع بعدها .. أصوات المارة .. لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. اطلبوا الأسعاف بسرعه .. لا وقت لنضيعه .. لا .. لافائدة من سرعته !! لا أسمع صوت نبضه !!
الموت حق .. الموت حق .. اغمظوا عينيهما .. وغطوهما .. رحمهما الله .. لا إله الا الله .. لا إله إلا الله ..


_ لا إله إلا الله .. صرخت حنان .. بصوت متهدج يملؤه الفرح ...

وانهمرت دموها معبرة عن ميلادها من جديد ..

حين اخبرها الطبيب أن ما تحمله ليس إلا خلايا سرطانية حميدة .. يمكن السيطرة عليها والحد من انتشارها ..


قالتها .. وهي تتذكر حجم المعاناة التي عاشتها مع احمد .. تذكرت دموعه , سهره , خوفه عليها ..

تذكرت كلماته حين كان يقول لها .. لن أستطيع الحياة بدونكِ فأنتي لي الحياة ..


قالت بفرح :

_ سأعاود الاتصال بأحمد .. سأخبره أنى بخير .. سأطلب منه أن يأتي بسرعه فقد اشتقت إليه كثيراً .. اشعر بأني وُلدت من جديد ..

عقدت حاجبيها في استغراب ..

- تباً .. لم ِ لا اغلق هاتفه !! لا بد انه في طريقه اليّ .. ترى ماذا سيفعل عندما يسمع هذا الخبر السار !!

لابد انه سيموت من الفرح .. لن يصدق أذنيه .. يااااا ألهي .. لم ِ اغلق هاتفه !!!



لم تكن تعلم حنان .. انه حقاً مات .. وأنها كانت أخر ما يفكر فيه ...

لم تكن تعلم أنها الأقدار .. التي رسمت نهاية سعادتهما ووضعت آخر خطوط .. حياتهما ..

على يد مراهق ..

وإشارة حمراء ..

وقليل من الشرود .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سخرية القدر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابو ملاك الدليمي :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: